محمد الشلفي

المؤسس والرئيس التنفيذي لموسوعة المحيط

Almoheet.net

في ريادة الأعمال وتأسيس المشاريع الناشئة هناك نتيجتان على الأقل حسب ما عايشتهما، الأولى: التوقف السريع بعد وقت قصير من التأسيس، والثانية الوصول البطيء. سبب التوقف السريع في المشاريع هو الحماس الذي يبني فكرة في الخيال، ونعلم أهمية الخيال في الإبداع، ويضع لها الخطط ويحصل على القليل من التمويل، وبقدر الحماس الزائد والمندفع، يكون الإحساس بالصعوبات مبالغا فيه، فيكون التوقف.

أما الوصول البطيء كنتيجة ثانية لتأسيس مشروع، فيعني الوعي الجيد وأخذ السلم خطوة خطوة ، والحفاظ على الحماس طويل المدى، عبر نجاحات صغيرة والتعلم قليل الكلفة من الأخطاء.

هناك حكاية رمزية يمكن استلهام هذا المعنى منها، ترددت في طفولتنا، وهي حكاية سباق الأرنب والسلحفاة فمع إطلاق شارة البدء في السباق اطلق الأرنب ساقيه للريح مسرعا، فيما بدأت السلحفاة بالمشي خطوة تلو أخرى، وفي منتصف الطريق أحس الارنب بالتعب فقرر أن ينام قليلا معتمدا على إحساسه بالفوز في نهاية المطاف. وفيما استمرت السلحفاة بالمشي مستمتعة بالسباق وبكل ما حولها، دون إحساس بالتعب لتصل إلى نقطة النهاية وتفوز، كان الأرنب في نوم عميق.

تعبَّر هذه الحكاية الرمزية عن الفكرة التي اطرحها هنا وهي أن تركيز كل الطاقة في البداية وعدم توزيعها على المراحل جميعها، ستؤدي إلى التوقف السريع. ويمكنني أن اشارككم هنا بعض النقاط من خلال تجربتي المتواضعة:

  • عادة ما توجهنا التجارب الملهمة في العالم لرواد الأعمال أمثال ستيف جوبز ، وبيل جتس ومارك زكربرج وجاك ما ، بطريقة خاطئة، تجعلنا نعتقد أن الطريق سهل للغاية، وإذا ما سلمنا أنك أحد هؤلاء أو تفكر أن تصبح مثلهم، فعليك أن تفكر في بداياتهم حين عملوا من جراج المنزل وكان عليهم أن يواجهوا صعوبات كثيرة. ولأنك في البداية عليك أن تحقق النجاح الذي حققه هؤلاء في بداياتهم قبل أن يصبح ما هم عليه اليوم.
  • تصاحبنا في بداية إطلاق المشاريع قناعات، منها أننا يمكن أن نقوم بكل المهام بمفردنا دون الاستعانة بأحد أو إدخال شريك يكون لديكما معا نفس الإيمان بالفكرة والاستعداد الكامل لبذل الجهد والوقت من أجل النجاح فيها، فالقيام بكل المهام بشكل منفرد سيقودنا حتما في النهاية إلى الملل والتعب وربما التوقف.
  • يؤدي بنا التقدير المبالغ بأهمية ما نقوم به، دون وضع اعتبار أننا ما نزال في البداية، إلى التقدير الخاطئ لقيمة الخدمات التي يقدمها المشروع، ففي حال اقتربت من الحصول على مشروع تنفذه لا تستشر أبدا من ينصحك بتقييم عال للخدمات، وفقا للسوق. اعمل دائما على تقييم خدماتك وفقا لحجم الشركة. واقبل أن تكون الخبرة وبناء علاقات مع العملاء جزء من القيمة التي تحصل عليها.
  • من الأشياء الهامة لرائد الأعمال أن يكون مستعدا في حال شعر بالتعب عليه أن يستريح قليلا حفاظا على هدوئه ولا يقوم بإنهاء الرحلة، مع التركيز على الهدف ومواصلة تحقيقه حتى لا يسبقك العالم من حولك وتضطر للبحث عن فكرة جديدة في أحسن الأحوال.
  • الحرص على الحفاظ على الحد الأدنى من الشركة فاعلا لأطول فترة ممكنة، هذا سيمنحك مساحة لتناور ولتتجاوز أي صعوبات تحدث، وهذا مجرد مثال صغيرإذا كان لديك متجر إلكتروني مثلا من المهم أن تدفع مقابل إبقائه يعمل على شبكة الإنترنت لفترة أطول، لأن مثل هذه التفاصيل يمكن اعتبارها الحد الأدنى في تشغيل المشروع، وسيكون عدم الوفاء بها علامة أنك أوشكت على النهاية.